بعد عام ونصف قضته د.سماح سليم في القاهرة عادت منذ بضعة أسابيع إلى الولايات المتحدة لتدريس الأدب في جامعة روتجرز، ولتحاول الانتهاء من الكتاب الذي تعمل عليه منذ سنوات حول أصول الرواية العربية والأدب الجماهيري.
في رحلتها البحثية نشرت سماح عدد من الدراسات عن ذات الموضوع أبرزها الدراسة التي نشرت ضمن كتاب “عصور نهضة أخري” وصدر مؤخراً عن عالم المعرفة بترجمة د.علاء الدين محمود حيث حملت دراسة د.سماح عنوان “وسائل تسلية الشعب: الترجمة والرواية الشعبية والنهضة في مصر“.
تتحدى أطروحة د.سماح سليم تاريخ الرواية العربية كما نعرفه كسلسلة من التراجم تمخضت في النهاية عن الرواية التي يتم تقديمها دائما كأول رواية عربية ومصرية حديثة “زينب” لمحمد حسنين هيكل. تري سماح سليم أن الجذور الأصيلة لفن الرواية تعود إلي ما قبل ذلك مع مترجمين وكتاب كانت أعمالهم الأكثر مبيعاً، وناشرين كخليل صادق عملوا لسنوات في سبيل تأسيس ما سموه بسوق عكاظ لفن الرواية، وحروب شرسة خاضها هذا الفن الجديد مع مؤسسات النشر والتيارات السياسية والفكرية السائدة في مصر في بداية القرن العشرين، حيث خسرت الروايات الشعبية معاركها أمام الرواية القومية التي أعد نقادها كتابة التاريخ الأدبي بما يتناسب مع طرحهم.
لسماح حكاية تصلح كمدخل لفهم الطريق الذي قادها لأطروحتها الجريئة ترتبط تفاصيلها بالتاريخ الشخصي لها. هاجرت أسرة سماح من مصر وهى في سن العاشرة. الوالدة التي كانت قارئة نهمة للروايات جعلت من الأدب والرواية وسيلة ربطها بمصر. تقول سماح عن والدتها: “كان له ذوق قارئ محب للرواية كفن ممتع ومسلي، وكانت أحكامها تنطلق من تفضيلات شخصية على سبيل المثال كانت تحب إحسان عبد القدوس، لكن نجيب محفوظ لم يكن كاتبها المفضل لأن دمه ثقيل بعض الشئ في رأيها“
كان الأدب بعد ذلك هو الطريق الذي اختارته سماح لدراستها الأكاديمية حيث اختارت انجاز رسالتها للدكتوراه حول الرواية المصرية الحديثة من (1880- 1985(. لكن السؤال؛ كيف قادك هذا الموضوع إلي تقديم أطروحتك المخالفة للرواية السائدة نقديا وتاريخاً؟
-حينما بدأت العمل على موضوع البحث، جمعت الكثير من المصادر والمراجع عن الرواية المصرية والعربية. لفت نظري منها سلسلة مسامرات الشعب. وهى سلسلة روايات كانت تطبع في مطبعة الشعب وأسسها خليل صادق. كان ناشراً مغامراً وطبع الكثير من الكتب المثيرة للجدل في ذلك الوقت منها كتاب قاسم أمين الشهير “المرأة الجديدة”. وأسس سلسلة مسامرات الشعب لنشر الروايات سواء المترجمة أو المعربة أو حتى المكتوبة لكتاب مصريين وعرب.
بدأت سلسلة مسامرات الشعب عام 1904 واستمرت حتي 1911، ثم عادت مرة آخري للطهور في عام 1920. نشرت السلسلة الكثير من الروايات منها روايات نثرية كاملة لأمير الشعراء أحمد شوقي ولكتاب آخرين. واختلفت السلسلة ومنشوراتها في كل مرحلة. ففي المرحلة الأولي كانت الروايات غالبيتها مترجمة أو معربة، لكن بعض الروايات كان يضع عليها عنوان “مترجمة” دون أن تكون كذلك فقد كان بعض الكتاب يكتبون الروايات وينشرونها ويدعون أنها مترجم سعياً وراء الربح التجاري، حيث كان الاقبال أكبر على الروايات المترجمة من قبل هذا الجمهور. أحياناً كان المترجمون يتدخلون لتغيير أحداث كاملة من الرواية على سبيل المثال ترجم “محمد لطفي جمعة” رواية استرالية بعنوان “انتقام الفرعون” في الرواية الاسترالية يستيقظ كاهن فرعونى ليحاربه بطل الرواية في مغامرة مثيرة، لكن حينما ترجمها لطفي جمعة جعل الكاهن الفرعونى هو الشخصية الطيبة.
في البعث الثانى لسلسلة مسامرات الشعب كانت الترجمات معظمها لروايات كلاسيكية مختلفة بداية من فيكتور هيجو وحتى تولستوى وديستوفيسكى، وكان الترجمة أكثر التزاما بالنص، وإصراراً على أن تخرج النصوص المترجمة ملتزمة بقواعد النحو والإملاء للغة العربية والبعد عن استخدام الكلمات المعربة والكلمات العامية وهو العيب الذي كان واضحاً في المرحلة الأولى من السلسلة وتلقت الكثير من النقاد عليه.
-من كان جمهور هذه الأعمال في ذلك الوقت ولماذا كانت لمثل هذه الروايات هذه الشعبية الكبيرة؟
حدث نمو كبير في التعليم الجماهيري في نهاية القرن التاسع عشر، وظهر جمهور من القراء شبه المتعلمين. وقد مثلت روايات المغامرات والرواية الشعبية ملاذاً لهذا الجمهور الذي أقبل عليها بنهم. مثل الأمر في نظر النخبة المثقفة موضوعاً دائماً للجدل والنقاش والتحسر على اقبال الجمهور على الروايات المثيرة والبعد عن الادب الجديد، في العام 1918 شكى حسن الشريف في مجلة “الهلال” من أن الكتاب “الجادين” مثل محمد حسنين هيكل عجزوا عن بيع طبعاتهم الأولي الصغيرة للغاية، بينما وصلت الروايات البوليسية إلي طبعات متعددة بآلاف النسخ.
يجب أن أشير هنا إلي أن معظم الدراسات النقدية عن هذه الحقبة تعاملت مع هذا الجمهور بقدر كبير من التعالي، مثلاً عبد المحسن طه بدر في دراسته الكلاسيكية عن تاريخ الرواية العربية وصف هذا الجمهور بأنصاف المثقفين. وفسر شعبية تلك الروايات بأنها مثلت وسيلة للهرب لهذه الطبقة من الواقع السياسي والاجتماعي المرير. وتمثل تلك الفترة بالنسبة له عصر الاضمحلال الأدبي الذي انتهى بظهور “الرواية الفنية” التي تسجل الظهور المنتصر للذات القومية المستقلة في الرواية.
كانت الروايات الشعبية موضوعاً دائماً للهجوم من قبل الصحافة والمجلات في ذلك الوقت، في العام 1882 بررت مجلة المقتطف رفضها لنشر الروايات نظراً لأثرها المدمر على عقول الشباب من الجنسين بل أن نقاد آخرين ألقوا باللوم على الروايات الشعبية كأحد أسباب وقوع مصر تحت السيطرة الاستعمارية.
-كيف كانت سمات الروايات الشعبية إذن، وما هو وجه الخلاف بينها وبين الروايات “القومية” كما سميتها في دراستك؟
في العشرينات والثلاثينات حاول كتاب مصريون كسلامة موسي، محمود تيمور، ومحمد حسنين هيكل تمهيد الأرض لمفهوم نقدي جديد عن “الأدب القومى”. وكانت سمات الرواية القومية محددة في ثلاث خصائص مميزة هي البيئة، والشخصية والزمن. حيث حددت البيئة المصرية والشخصية المصرية سواء من الحضر أو الريف وبادراك واسع للتاريخ القومى، باعتبارها المكونات اللزمة للرواية القومية الحقيقية. وكانت الواقعية هي الاستعارة المجازية الطبيعية لهذا المشروع، وتتمثل تيمتها الأساسية في أزمة الذات البرجوازية في عالم ممزق في الصراع بين “التراث” و”الحداثة”.
على الطرف الآخر كانت الحداثة التي تشكلت في الرواية الشعبية حداثة سياسية واجتماعية، وقدمت نفسها في أشكال متعددة تبدأ من الرواية البوليسية، القصص المثيرة، والقصص الرومانسية والميلودراما، وتقع أحداثها غالباً في صالونات البرجوازية وشوارع الاجرام في المدن الكبرى. نلمح هذا بوضوح حتي في عناوين روايات تلك الفترة. رواية “الأبرياء” للبيب أبو ستيت وضع لها عنوان فرعي (أدبية غرامية بوليسية)، ورواية “قوت الفاتنة” لمحمد رأفت الجمالي حملت عنوان فرعي “تاريخية مصرية نفسية غرامية”. أما رواية نقولا حداد “آدم الجديد” (1914) فهى ميلودراما فلسفية محكمة عن الفساد الاجتماعي والخلاص تقع أحداثها في أحضان البرجوازية المسيحية الشامية بالقاهرة في تسعينات القرن التاسع عشر.
لم تلتزم بعض تلك الروايات بحاجز المكان فرواية نقولا رزق الله “السائلة الحسناء” تقدم لنا مجموعة من غريبي الأطوار من اللصوص والنصابين ذوي الجرأة القادمين من عالم الجريمة الرذيلة والجريمة الشريرة في باريس ولندن وشيكاغو.
لذا نظر الكتاب والنقاد إلي الرواية الشعبية باعتبارها النقيض للرواية الحديثة تحديداً لأنها تملصت من المفاهيم القومية الخاصة بالذاتية والزمن والموقع. أضف إلي ذلك أن كتاب تلك الروايات امتلكوا جرأة كبيرة في استخدام الكثير من الألفاظ العامية والكلمات المعربة تسهيلاً على القارئ، وهو ما اعتبره النقاد تعدياً على اللغة العربية وقواعدها. في أكثر من موضع عبر نقاد كطه حسين ومصطفي العقاد وعبد المحسن طه بدر عن الأسي والرثاء إزاء ما رأوا أنه حريات متجاوزة في التعامل مع اللغة العربية واستخفاف متعمد بقواعد النحو واستخدام الكلمات الأجنبية.
-لكن لماذا لم ينظر إلي هذه الافراط في استخدام العامية وتبسيط اللغة كثورة، أو محاولة لخلق لغة قومية مصرية خاصة؟
المترجمون والكتاب الشعبيون في هذه الفترة لم يكونوا مشغولين بسؤال اللغة بشكل عميق، واستخدام العامية وتبسيط الفصحي كان لأغراض تجارية، وليس لخوض تجربة تجريبية لغوية أو صياغة عامية مكتوبة لم يكن الأمر مشروع لغوى أدبي كحالة عبد الله النديم مثلاً. لاحظ أيضاً أن اللغة العربية الكلاسيكية كانت في خضم تحول هائل بدأ منذ منتصف القرن التاسع عشر. وكانت الصحافة والرواية أهم قناتين من قنوات الاتصال أجبرت تلك اللغة الكلاسيكية المنضبطة على الاستجابة للتكنولوجيا وللذوات الجديدة في العالم الحديث. لكن النقاد الأكاديميين أمثال حسن الزيات وطه حسين والمازنى والمؤسسات الأدبية التي تشكلت خصوصاً مع تأسيس الجامعة حاولت تقديم لغة جديدة تحقق أكبر قدر من التواصل والمتعة بأسلوب عربي حديث ومنمق، لذلك فقد كانوا في عداء مع التجارب الشعبية وافراطها في كسر قواعد اللغة العربية.
-كيف إذن تعامل كتاب الرواية الشعبية مع كل هذه الهجوم والنقد الموجه لها؟
خليل صادق ناشر سلسلة مسامرات الشعب والناشر الأكبر للروايات في ذلك الوقت كان واعياً جداً لصعوبة مهمته، وأن هذا الفن جديد على الناس في مصر. في عدد من الروايات كان هناك مقدمات يناقش فيها خليل ما هي الرواية وما هو تعريفها. والفكرة المتكررة هي أن ما تقرأه “واقع” حتى لو بدت لك أحداثه خيالية، فالواقع أغرب من الخيال. وفائدة قراءة الروايات أن يتعلم القارئ ألا يكرر أخطاء الأبطال.
كان أهم النقد الموجهه لكتاب الروايات في ذلك الوقت هو التحريض على الفسق والفجور، وفي هذا السياق أذكر سنة (1904( نشر أحمد حافظ عوض رواية بعنوان “الحال والمال” عن باشا من البرجوازية المصرية يقرر تحدى المجتمع ويعلم بنته في المدارس، لكن الفتاة حينما تتعلم تبدأ في قراءة الروايات الفرنسية وتنحرف حيث تبدأ في مراسلة أحد الشباب وتهرب من بيت والداها وتتزوجها ثم تنهار حياتهم وتسقط في بئر من النبذ الاجتماعي وتتدهور حالتها حتى الموت بائسة. لكن الطريف هو ما كتبه حافظ عوض من أن الرواية ليست ضد تعلم الفتيات، بل على العكس هو مع تعليم الفتيات لكن يحذر فقط من خطر قراءة الروايات الفرنسية. باختصار كان لدى كتاب الروايات الشعبية والأعلى مبيعاً في هذه الفترة ميل أخلاقي طبيعي، لكنهم كانوا غالباً معنيين بالانتشار وبالربح من وراء عمليات النشر ولم يكن النقد الموجهة لهم ليؤثر كثيراً على مبيعات أعمالهم بل في الغالب وعلى العكس كان يزيد منها.
-كتاب هذه الفترة كانوا مترجمين في الوقت ذاته، ولأغراض تجارية فبعض الروايات كان يطبعونها باعتبارها مترجمة، كيف ميزت أثناء بحثك هذا التلاعب وسط غياب وندرة المصادر؟
-احتجت لتكوين خبرة لفهم كل هذه الألعاب التي كان يمارسها كتاب وناشروا هذه العصر. جورجى زيدان على سبيل المثال كتب أن هناك روايات لنقولا حداد كتبها بنفسه لكن طبعها بصفتها مترجمة من أجل البيع وتحقيق الربح التجاري. وجدت له رواية آخري يفترض أنها مترجمة، لكن في بداية الرواية كتب بيتين من الشعر كأحجية تفهم منها أنه الكاتب والمؤلف الحقيقي. بعض مترجمى هذا العصر حتى حينما كان يترجم لم يكن يذكر اسم الكاتب الأصلي أو يضع إشارة بأول حرفين في اسم الكاتب. احتاج الامر منى لرحلة بحث طويلة، على سبيل المثال الرواية الاسترالية التي ذكرتها وتدور حول الكاهن الفرعونى الذي يستيقظ أخذت أبحث في كل الروايات ذات التيمة الفرعونية التي نشرت في القرن التاسع عشر، ووصلت مع تضييق البحث إلي الكاتب الأسترالي.
أحياناً يجب أن تفهم السياقات الأدبية الفرنسية والانجليزية في ذلك الوقت. هناك رواية لنقولا رزق الله يفترض أنها مترجمة، لكن الرواية تبدأ بزواج ماركيز وبنت لصائغ من عامة الشعب. هذه بوضوح يستحيل أن تكون رواية فرنسية. لأن مثل هذا الزواج لم يكن ممكناً اجتماعياً، وإذا حدث في رواية فستكون قصة الحب والزواج هي موضوع الرواية وليست مجرد حدث هامشي في بداية الرواية.
-كل هذه الأسماء والتجارب الروائية، كيف انتهت واضمحلت الرواية الشعبية بعد ذلك، ولماذا تم تهميشها من التاريخ الأدبي الرسمي؟
المؤسسة الأدبية والنقدية اختطفت الأدب من الناس. فمنذ بداية القرن العشرين نظر المثقفون الإصلاحيون إلي السرد الحديث باعتباره نوعاً من الربط الاجتماعي، سيعد المصريون من خلال تعليمهم وتحسين الشخصية الجمعية لهم للمواطنة في الدولة/ الأمة الحديثة. لهذا كانوا في عداء على سبيل المثال مع السرد الشعبي باعتباره النقيض للسرد الحديث. ألقوا باللوم على الحكواتى في المقاهي والسير الشعبية كأسباب مباشرة لانتشار عادات الكسل والايمان بالخرافة.
لذا فعندما تشكلت المؤسسات الأدبية والنقدية في الثلاثينات مع مجلة الكاتب وطه حسين والجامعة كذلك ترسخت هذه الأفكار، وزاد التهميش للرواية الشعبية وطردها تماماً من المؤسسة الأدبية مع ثورة يوليو التي منحت هذه المؤسسات سلطة أكبر. لهذا ففي الوقت الذي كان في أوروبا يتم التعامل مع الأدب كفضاء متنوع ومع الروايات الشعبية سواء بوليسية أو دراميا كفنون مستقلة أولتها جانباً من الاهتمام والدراسة، اسقطت المؤسسة الأدبية في مصر هذا الأمر.
هذا الخوف من الروايات الشعبية لا يزال مستمر حتي الآن، ويمكنه أن نلمحه بوضوح في القلق والعنف الذي تواجه به المؤسسة الأدبية الروايات الشعبية الأعلى مبيعاً الآن خصوصاً حينما يتعلق الأمر بأسماء كأحمد مراد أو علاء الأسوانى أو غيرهم من كتاب أدب الرعب الشباب الآن.
-في هذا السياق هل يمكن القول أن تلك المؤسسة ساهمت في تنجيم أسماء وأعمال آخري لأنها تماشت مع تلك الأفكار التنويرية؟
لا أستطيع أن أجازف بتأييد هذا تماماً. كتاب الرواية القومية رغم قلة جمهورهم منذ بدايتها وحتي الآن، لكنه جمهور نوعي وثقيل وغالباً منتج للثقافة والفنون. وهم غالباً من يحملون أفكار الهوية، والخطاب الأساسي المحوري للهوية العربية الحديثة وجدلها يتشكل من هؤلاء، حتى لو كانوا غير معروفين على مستوى جماهيري. لكني أعتقد أن المؤسسة الأدبية وكتاب الرواية القومية كان لديهم خوف عميق من الخيال.
الخيال هو العنصر الأبرز في الرواية الشعبية. وفي هذا الوقت كان خيال الرواية الشعبية يتجول كيفما شاء بين نطاق سريع التغيير من شخصيات وعواصم حضرية مبالغ فيها، قدمت الرواية الشعبية رؤية جذابة للدراما والفساد في قلب المدينة الحديثة. كان هناك روايات تدور أحداثها في بومباي أو بونس آيرس أو باريس. وكانت القاهرة هي باريس والعكس، ومن ثم ارتكبت الرواية الشعبية الخطيئة الكبرى وهى تجنب الجدلية الاستعمارية كلية وسرد حكاية “الهروب من الواقع المصري”. بالتالي هذا السردية والخيال المنفلت تم تهميشه وتهجيره من الأدب للسينما والمسلسلات التلفزيونية.
-السؤال الأخير هنا، كيف يمكن قراءة كل هذه الأعمال والروايات والاطلاع عليها، ما هي مصادرك التي اعتمدت عليها في الوصول إلي هذه المادة؟
عثرت على أعداد ومستنسخات قليلة جداً من سلسلة مسامرات الشعب من أحد تجار سوق الأزبكية، لكنى اعتمدت بشكل أساسي على أرشيف دار الكتب. حيث عثرت على السلسلة حينما كنت أعد لرسالة الدكتوراه، لكن للآسف بعد الثورة حينما طلبت الاطلاع عليها لم أعثر على كل الروايات التي كانت موجودة، هناك روايات اختفت وروايات آخري تائهه في أرشيف دار الكتب.